فكر فكر... كلنا نؤثر!

ليس بمقدور أي الشخص أن يلاحظ أنه يؤثر على أحداث كثيرة في المجتمع. صحيح, نحن نشعر بأن لنا تأثير على ما هو أمامنا فحسب ولكن هذا على المستوى الميكانيكي وليس الإجتماعي والمجتمع لا يعمل وفق قوانين الفيزياء الكلاسيكية التي بإمكانك تحديد كل العوامل الداخلة على الشيء وتبدأ بحساباتك الدقيقة. نعم إذا نظرنا للحياة من منظور جاف ومن منظور ميكانيكي لظننا أن هذا هو الحال. سيقفز أحدهم يقول, نعم هو الحال, إذا أردت أن احرك كوبا فيلزم علي أن ألمسه ولكنه إن لم يكن أمامي فلن أستطيع. الشخص الذي يقول هذا الكلام ليرد على من يظن أننا نحن جميعا نؤثر على المجتمع, هو شخص سطحي غارق في سطحيته وبهذه السطحية هو يساهم من حيث لا يدري في دفعنا إلى الحضيض والحضيض.
أفكارنا تؤثر على من حولنا وطريقتنا في طرح أفكارنا تحدد هامش الإطار الفكري في المجتمع. عندما تجلس مع جدك ويصر بكل عنف أنهم كانوا في حالة أفضل في عصرهم ولا يسمح لك أبدا أن تطرح رأيك فاعلم أن جدك غارق في سطحيته كذلك وفكره محدود جدا. الكثير منا لا يتكلم بتلك الأريحية عند جده لأنه يعرف جيدا كيف سيرد ذلك الجد المسكين وبذلك فلا مجال للنقاش معه لأنه لن يسمح لفكرة أخرى ووجود أفكار مختلفة هي التي تخلق المجال للنقاش.
عندما نسعد بمجتمع ذو لونين فقط فليس بإمكاننا أن ندعوا لتقبل الأراء المختلفة. لا مجال للتطوير الفكري لأننا عندما يبدأ أحدنا في تطوير فكرة جديدة والكل يهجم على شخص الفكرة وليس الفكرة فاعلم أن لا مجال للعقل أن ينضج هنا.
وضع القوانين سواء العملية أو غيرها باتت في العالم المتحضر عمل العالم وليس فقط عالم الإدارة والقانون ولكن دخل في ذلك المهندس والطبيب والفيزيائي والكيميائي وكذلك عالم النفس. عندما تسمح لجميع العقلاء أن يتناولوا الفكرة وينظروا في محاسنها ويحسنوها أكثر أو ان يلفتوا انتباه الناس نحو خطورتها فأنت وسط مجتمع إنساني راقي.

فكر فكر... الموضوع طويل ومتشعب ومتداخل... فكر